كتب - شريف سمير:
لم تقاوم البراءة الفلسطينية دموعها وهي ترى العالم من حولها يحتفل بفرحة عيد الأضحى المبارك، بينما تتأمل طفلة من غزة لم تتجاوز السادسة من عمرها بحرقة وحسرة فساتينها التي حرقها الاحتلال خلال قصف بيتها في رفح.
** إبادة البهجة!
مشهدٌ تداوله رواد التواصل الاجتماعي على نطاق واسع
للطفلة الحزينة وهي تتحدث بمرارةٍ ووجع لتصف حال الأطفال في غزة وما يعانونه جراء حرب الإبادة المتواصلة منذ تسعة أشهر مخلفة عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين غالبيتهم من الأطفال والنساء.
** أين فستاني؟!
وفتحت الطفلة قلبها قائلة :"دارنا انقصفت.. والدنيا عيد، وفساتيني انحرقوا.. والناس أخذوا فساتينهم معهم"، وتبكي بألم شديد بعد أن اضطرها القصف الإجرامي للنزوح بعيدًا عن ويلات القصف هربا بحياتهم وسرق منها فرحة العيد وتركها بعيون ممتلئة بالدموع والحزن، وأضافت: "وأنا ما اخذتش فساتيني معي، وأمنيتي أن تنتهي الحرب وأعود لبيتي وألبس فساتيني مرة أخرى".
** سارقو الفرح!
وعلى الرغم من الجرائم الصهيونية والعدوان المتواصل على غزة، استرق أطفال غزة لحظاتٍ من الفرح رغم أنف الاحتلال فارتدوا ما توفر لهم من ثيابٍ نظيفةٍ لا سيما وأن العدوان حرمهم من شراء ثياب جديدة، حيث لا يتوفر الطعام والماء فضلا عن إمكانية أن تتوفر الثياب الجديدة، وتجمعوا فوق الأنقاض مرددين تكبيرات العيد معبرين عن سعادتهم بحلوله.
** تراث غزة!
وفي مقطع فيديو متداول ظهرت مجموعة من الفتيات وهنّ يرتدين ثيابهنّ التقليدية الجميلة التي تعبر عن التراث الفلسطيني الضارب في الأعمال، أثناء تأديتهن لصلاة العيد فوق الركام.
** ثياب الجريح!
وفي مستشفى شهداء الأقصى، ظهر طفلٌ صغيرٌ يتلقى العلاج بعد قصف الاحتلال لبيتهم، خلال ارتدائه لثياب العيد التي تلطخت بالدماء، فيما يحاول أهله ومن حوله تبديد مخاوفه بإعطائه "العيدية" ووصفه بالبطل الشجاع الذي يتحامل على الألم والوجع.
** طقوس فلسطينية أصيلة!
واستذكر أطفال غزة في مقطع آخر مصور أعيادهم السابقة التي كانت تتزين بوجود آبائهم وامهاتهم الذين قضوا شهداء في العدوان، حيث كانوا يستيقظون في الصباح الباكر لتناول كعك العيد وتقديم الأضاحي وذبحها، بعد الذهاب للمسجد وأداء صلاة العيد، حيث بدد العدوان كلّ ذلك اليوم مع استمرار عدوانه الغاشم.
ورغم الألم إلا أنّ أطفال غزة لم يتخلوا عن طقوس العيد، وفي خيمتهم المتواضعة التي ظهرت كقصرٍ مشيد، لم تغب تلك الطاولة التي يعتليها "كعك العيد" و "دولة القهوة السادة" التي تعبر عن الترحيب بالضيوف والكرم الفلسطيني والسعادة الغامرة بحلول أيام العيد.